الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بعد تسريبات نداء تونس: الأستاذ قيس سعيد يوجه رسائل عاجلة بالجملة

نشر في  15 مارس 2017  (11:59)

يبدو أن حمى تسريبات التسجيلات الصوتية الخاصة بالاجتماعات الخاصة التابعة لحركة نداء تونس لن تتوقف، حيث بتنا أسبوعيا -إن لم نقل يوميا- نستفيق على معطيات صادمة عرّت المسكوت عنه والمخفي بشأن ما يدار ويحاك ويقال داخل الدائرة الحزبية الحاكمة الندائية ما أدى إلى إثارة موجة كبيرة من الجدل والاستنكار داخل الرأي العام التونسي الذي اعتبر أن ما تضمنته هذه التسريبات لا يليق بمكانة الحزب الأول في البلاد الذي حاز على ثقة الأغلبية في الانتخابات الماضية ..

ويبدو أيضا أن قيادات نداء تونس لم تعد قادرة هي الأخرى على اجترار نفس الوضع وهي ترى وتشاهد بأم عينيها «الأيادي الخفية» تخترق أسرار اجتماعاتها فتنشر غسيلها وتنثر ما دار في ردهاتها الخاصة، فانتفضت وفي محاولة منها إلى تطويق الأزمة سارعت إلى تحديد هوية «المسربين» وأعلنت اعتزامها معاقبتهم..

في هذا الإطار كان لـالجمهورية اتصال بأستاذ القانون الدستوري  قيس سعيد لبسط موقفه من قضية التسريبات الندائية وانعكاساتها فكان التالي...

في البداية أكّد أستاذ القانون الدستوري والمحلل السياسي قيس سعيد أن تونس تعيش منذ مدة غير قصيرة على وقع ما صار يعرف بالتسريبات قائلا إن «الأمر لا يتعلّق فقط بالأحزاب أو ببعضها على الأقل بل حتى بمؤسسات الدول فكم من مرة تتم الإشارة إلى تسريب ويأتي إثره كالعادة تسريب في الاتجاه المعاكس»..

وحول ما يمكن استخلاصه من هذه المسألة أفادنا محدّثنا «لعل أهم نتيجة يمكن استخلاصها سواء تعلق الأمر بعدد من التنظيمات الحزبية أو بالدولة هو وجود صراعات بين أجنحة فيها، ففي الظاهر تبدو هذه الأحزاب وهذه المؤسسات متماسكة في العموم حول رفض الآخر ولكنها ليست في الواقع كذلك بل إذا كان يجمعهم الرفض في الظاهر فإن قلوبهم شتّى كل يحاول من الموقع الذي هو فيه أن يستفيد بصفة منفردة من المكان الذي يحتله أو من المكان الذي يرتّب أن يكون فيه»..

وتابع الأستاذ سعيّد مضيفا انه «تواصل هذا المسلسل منذ أعوام يدل على تفاقم الأزمة داخل مؤسسات الدولة وداخل الأحزاب ولكن من بين آثارها على وجه الخصوص اهتزاز ثقة المواطن فيها بوجه عام وهذه الثقة المهتزّة أصلا انهارت أو تكاد في كل هذه المؤسسات وفي هذه التنظيمات»، متابعا تصريحه قائلا «إن من بين الدلائل على ذلك هو هذا الشعور من الامتعاض و»القرف» من الخطاب السياسي أو من ممارسات عدد غير قليل من السياسيين..

وتساءل كيف يمكن أن يحظوا بثقة المواطنين إذا كانت ممارساتهم في ما بينهم وفي دوائرهم الخاصة هي على ذلك النحو وفي ذلك المستوى المذكورين؟، معتبرا أنهم يهيئون أنفسهم للانتخابات داخل هياكلهم أو ما بقي في هياكلهم ويتناسون أن التونسيين يتابعون تصرّفاتهم ويحلّلون مواقفهم وتقلّباتها على حد تعبيره..

في المقابل اعتبر محدّثنا انّ الأزمة عموما لا يمكن اختصارها في تنظيم أو في مؤسسة بل هي أزمة منظومة كاملة فشلت ولكن للأسف لا يفقه الفاشلون مدى فشلهم والآثار التي ستترتب عن هذه الأزمة العميقة بينهم من جهة وبين عموم التونسيين من جهة أخرى..

وختم قيس سعيد مداخلته مع أخبار الجمهورية قائلا «كثيرون من هؤلاء يعتقدون أنهم قادرون على ترتيب حساباتهم بأنهم سيواصلون في المواقع التي يحتلونها، ولكن ستأتي الأيام وتبين أنهم لا يقدرون أبدا على صنع تاريخ جديد لتونس فتونس القرن الحادي والعشرين ليست تونس في النصف الثاني من القرن السابق ومن لم يفقه هذه التحولات التي تعرفها البلاد وكل العالم  فانه لا يقدر أبدا أن يجاريها بل أن هذه التحولات ستؤدي بهم إلى الخسران..

منارة تليجاني